الدراسات
من طرف دينا الحوراني الجمعة يوليو 17, 2009 11:21 pmكشفت دراسة حديثة نفذتها المؤسسة العربية لحقوق الإنسان في عشر جمعيات تُعنى بشريحة المعاقين موجودة في مدينتي صنعاء وعدن عن احتياجات ذوي الإعاقة وتغطية الجهات ذات العلاقة لها-حيث كشفت الدراسة عن نوعين من اسباب الإعاقة من وجهة نظر المبحوثين أنفسهم »ذوو الاعاقة«- اسباب وراثية تنتج إعاقة خلقية مكررة في العائلة، وأخرى اسباب بيئية باعتبار البيئة هي حصيلة المؤثرات الخارجية التي تلعب دوراً مهماً في الإعاقة منذ مرحلة الحمل وحتى الوفاة. وأكدت الدراسة التي أعدتها الباحثة فاطمة جبران المقبلي أنه على الرغم من الوعي الموجود لدى الأسر عن الإعاقة الوراثية والبيئية الناتج عن التزاوج والتصاهر بين افراد واقارب العائلة والأسرة الواحدة المؤدي إلى توارث بعض الاعاقات أو امراض مفضية الى اعاقات متنوعة إلاَّ انها-أي الاسر- لاتستطيع تجاوز ذلك نتيجة العلاقات العائلية الاجتماعية والاقتصادية التقليدية، فضلاً عن حالة الفقر السائدة التي تضاعف من تفشي الاعاقة خاصة مع القصور الشديد في الخدمات الصحية بالذات فيما يتعلق برعاية الامومة والطفولة في المناطق الريفية. وكانت الدراسة قد اشتملت على قسمين الأول نظري تناولت فيه الباحثة الخلفية العامة لمشكلة الاعاقة ومعرفة واقعها ومكانتها في اليمن.. إذ انها استعرضت التشريعات والقرارات واللوائح التي تعزز وتؤكد على أهمية دور المعاقين في المجتمع وكذا التدابير التي اتخذت عملياً لتجاوز مشاكل المعاقين من خلال انشاء مراكز التأهيل والتدريب وإعداد وتنفيذ البرامج التي تعنى بشئون المعاقين من قبل الهيئات والاتحاد والجمعيات المجتمعية . في حين تناول القسم الثاني من الدراسة الميدانية لعدد من المراكز والجمعيات المعنية بنشاطها- مشكلة المعاقين في مدينتي صنعاء وعدن.. حيث اختارت الباحثة عشرة نماذج ما بين جمعية ومركز تعمل في مجال الإعاقة وخدماتها تغطي كل انواع الخدمات والرعاية التي تقدمها الجمعيات في معظم محافظات الجمهورية منها خمس في صنعاء، اثنتان منها فقط تكرس نشاطها وخدماتها للاناث المعاقات، بينما الثلاث الاخرى تهتم برعاية المعاقين من الذكور، فيما الخمس الجمعيات التي اختارتها الباحثة لإجراء دراستها في محافظة عدن كان منها مركز واحد فقط يقدم خدماته للمعاقين من الجنسين »الذكور والاناث« ، بينما الاربع الجمعيات الاخرى جميعها تقدم خدماتها ورعايتها للذكور فقط. وتضيف الباحثة أنها بنت دراستها على اختيار مجموعتين من كل جمعية من الجمعيات العشرة التي اختيرت لإجراء المناقشة البؤرية فيها، ويتراوح عدد افراد المبحوثين لكل مجموعة من هذه المجموعات ما بين 6-12 فرداً من مختلف الاعمار ومن النوعين، إذ ان الباحثة تقول في دراستها إنها قد استطاعت مناقشة عشر مجموعات في كلٍ من المحافظتي ن بالإضافة إلى مناقشة القائمين على تلك الجمعيات محل الدراسة أو من يمثلهم. وتطرقت الدراسة لمفهوم الإعاقة وتطويره من قبل المنظمات الدولية على وجه الخصوص منها منظمة الصحة العالمية التي توجت جهودها بصياغة تعريف دقيق لمفهوم الإعاقة ربطته بالمحيط الاجتماعي للمعاق وحددت فيه عناصر الاعاقة والعجز والاعتلال والتعوق بعكس التعريف اليمني لمفهوم الاعاقة الذي يفصل بين المعاق وبيئته ويتجاهل العديد من العيوب المجتمعية . وانتقدت الدراسة تعريف اليمن للاعاقة الذي أورده القانون رقم »61«لسنة 1999م الذي اعتمد على النهج الطبي في تعريف المعاق متجاهلاً علاقة الاعاقة بالبيئة وكذا العيوب المجتمعية التي تلعب دوراً سلبياً كبيراً في الاعاقة وتشكل عقبات وحواجز حقيقية تحول دون مشاركة المعاق في حياة مجتمعه.. لكن المفاجأة التي كشفت عنها الدراسة من خلال التعريف اليمني للمعاق أنه قد ذهب بعيداً عن الحقيقة العلمية حينما اشترط على المعاق ان يكون عجزه في الاعاقة دائماً وعلى عدم قدرته على التعلم أو القيام بأي نشاط، وهو الأمر الذي يكشف من التعريف أنه لم تتم الاستفادة ابداً مما دار من جدل في المنظمات الدولية المعنية بشأن تعريف المعاق طوال عشرين سنة مضت رغم أن القانون الذي تضمَّن التعريف اليمني لمفهوم المعاق قد صدر حديثاً وفي فترة لاحقة للتعريف الدولي لمفهوم الاعاقة. وتصل الباحثة في دراستها إلى القول نتيجة لغياب الإحصاءات والبيانات عن مشكلة الاعاقة وعدد المعاقين في اليمن، فقد لجأت في تقدير ذلك إلى التقديرات والإحصاءات الدولية التي قدرتها قدرة الإعاقة بـ 10٪ من إجمالي السكان كقاعدة دولية وترتفع النسبة إلى 15٪ في دول العالم النامي يؤثرون سلباً على حوالي 25٪ من مجمل السكان، وعلى ذلك فاليمن الذي يبلغ سكانه حوالي »20«مليون نسمة يقدر أن يكون عدد المعاقين فيه بنحو »3«ملايين معاق ومنهم »1.5« مليون من الاطفال الذين يشكلون نصف السكان والمقدر عددهم بحوالي »10«ملايين طفل. واشارت الدراسة اضافة الى الاحتياجات الاساسية اللازمة لكل فرد فإن المعاق بحاجة إلى أن يقدم له المجتمع بمنظماته وأجهزته الرسمية وغير الرسمية الرعاية الاجتماعية الخاصة به حتى يتمكن المعاق فعلاً من استثمار واستيعاب تلك الحاجات الاساسية. وكشفت الدراسة عن ثلاثة انواع من الجمعيات العشرة محل الدراسة من الخدمات التي تقدمها تضمَّن النوع الأول جمعية واحدة تعتبر مقراً لعمل القائمين على الجمعيات، والنوع الثاني ضمَّ هي الجمعيات التي تقوم بتأهيل القائمين وتدريبهم داخل هذه الجمعيات وعددها سبع جمعيات من العشر، فيما كان النوع الثالث جمعيتين تضمان مقر الجمعية والخدمة التي تقدمها للمعاقين اضافة الى انهما تضمان السكن الداخلي الخاص بالمنتسبي ن اليها من المعاقين والمعاقات . ورصدت الباحثة في دراستها احتياجات المعاقين سواءً أكانت تلك المقدمة لهم أو التي لا تقدم لهم أو الاحتياجات التي يسكت عنها أو انها غائبة عن وعيهم اصلاً.. حيث صنفتها حسب المؤسسات الاجتماعية وكيفية تلبيتها من قبل هذه المؤسسات المجتمعية ممثلة بالاسرة والمدرسة والعمل والجمعيات الاهلية المعنية. واخيراً خلصت الدراسة إلى جملة من النتائج والحلول لمواجهة مشكلة الاعاقة في بلادنا لخّصتها في النظرة بجدية لمشكلة الاعاقة وضرورة إشراك المعاقين في صياغة الاستراتيجية الوطنية وفي كل ما يتعلق بالمعاقين وإرساء مبدأ التكامل والاستدامة بين الجهات ذات العلاقة وتفعيل المادة »19« من القانون رقم »61« بشأن توظيف 5٪ سنوياً من الدرجات الوظيفية في الجهاز الاداري للدولة ومؤسسات القطاعين العام والخاص والمختلط والتمييز الايجابي لمعلمي الصم والبكم من نفس الفئة فيما يتعلق بقانون المعلم كون شهاداتهم ابتدائية، وايجاد حلول لبعض المواد الدراسية كالرياضيات والعلوم واللغة الانجليزية بالنسبة لفئة المكفوفين ونشر مراكز الامومة والطفولة في المناطق الريفية وتوفير التأمين الصحي الدائم لكل معاق والاهتمام بالانشطة الرياضية والثقافية وادماجها ضمن المقررات الدراسية كالموسيقى وتفعيل القرار الخاص بتأهيل المباني الحكومية والعامة والخاصة لتستجيب لاحتياجات المعاقين.. واقترحت الدراسة في النهاية اطلاق تسمية ذوي الاعاقة بدلاً عن المعاقين لكي تكون التسمية أكثر تعبيراً عن حالة محددة يعانيها شخص ما، وفي الوقت نفسه تعطي أهمية للمحيط الذي ينشأ فيه الإنسان.
مع تحياتي دينا الحوراني
مع تحياتي دينا الحوراني
» اشترك معنا في صفحة عى الفيس بوك
» 49 نشاط لتنمية المهارات اللغوية عند الطفل
» غرف اوكسجين لاطفال التوحد..حديث
» رساله الى معلمي ودكتوري الدكتور جهاد ترك
» رساله الى معلمي ودكتوري جهاد ترك
» محاولة اثراء
» فيديو مشكلات السلوك عند الاطفال
» الاعاقة العقلية